كلمة الرئيس ميقاتي بمناسبة يوم العمل الأخير في السرايا الحكومية
الخميس، ٣٠ حزيران، ٢٠٠٥
أيها الأعزاء،
إن مؤسسة مجلس الوزراء هي في رأيي أساس العمل المؤسساتي والمحور الذي تلتقي حوله كل الجهود والطاقات.
إن أبرز ما حققته الحكومة هو أنها كانت صدى فاعلا لصوت الناس وآمالهم وتطلعاتهم، فحققت رغبة اللبنانيين في إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية بكل حرية ونزاهة. كما أنها التزمت مواكبة التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونفذت كل ما التزمته في بيانها الوزاري. وإن أهم ما قامت به حكومتنا هو عقد ورشة عمل وزارية متواصلة في السرايا الحكومية لدرس الكثير من الملفات المُلـّحة. وفي خلاصة هذه الورشة منذ نيل الحكومة الثقة في 27 نيسان حتى 20 حزيران، صدور 644 مرسوما، و479 قرارا و19 تعميما، بالإضافة إلى المتابعة اليومية لشؤون الوزارات لا سيما التي هي على تماس مباشر مع حياة المواطنين اليومية، ومعالجة ملف الدواء الذي أحجمت حكومات كثيرة عن مقاربته، بالاضافة إلى القرار المتعلق بالسماح بالعمل في بعض القطاعات للفلسطينيين المولودين في لبنان، وإلغاء التأشيرات للراغبين في زيارة لبنان من رجال الأعمال ومرضى وسياح لكي يكون لبنان المركز الأول في المنطقة. وإن المراسيم والقرارات التي أصدرناها أعطت إشارات إيجابية جدا للأسواق الدولية بجدية لبنان في تسهيل الاستثمار وجذبه.
إنني في اليوم الأول لتسلمي رئاسة مجلس الوزراء أعلنت وأكدت أن الحكم استمرارية، وإننا سنتابع تنفيذ القرارات الإيجابية التي أصدرتها الحكومة السابقة. وآمل اليوم أن تكمل الحكومات المقبلة، التي نتمنى لها كل التوفيق، مسيرة العمل، لأن الأولوية هي للوطن وليس للأشخاص، وأي نجاح هو للوطن ومستقبل أبنائنا في الدرجة الأولى أكثر مما هو للأفراد. ونأمل من الحكومة المقبلة أن تأخذ الجيد مما قمنا به وتكمل العمل فيه خصوصا في ما يتعلق بخطة النهوض الشاملة التي وضعناها والتي أطلقنا عليها اسم "الطريق إلى ميثاق بيروت". وإنني على ثقة أن دولة الرئيس المقبل والظاهر أنه الوزير فؤاد السنيورة، الذي نكن له كل احترام ومحبة وتقدير وتعاونّا وإياه في مجلس الوزراء لمدة أربع سنوات، سيقوم مع حكومته بالإصلاحات المطلوبة وهي بالتأكيد ليست لمصلحة فرد، وعلينا جميعا كلبنانيين التعاون لإنجاحها.
نسمع اليوم كلاما عن حصص داخل الحكومة في وقت يفترض أن يكون الهم الأساسي مصلحة الوطن والعمل الجاد لإنهاض لبنان من أزماته، وعدم تضييع الوقت لأن الخيارات أمامنا باتت ضيقة جدا والمطلوب معالجة سريعة للمشاكل المطروحة.

